فيلم "مانشستر باي ذا سي", يغلب عليه ذلك الطابع الجميل الدافئ, المحرك للمشاعر, والمذهل بأجواءه, فيلم مؤثر وصادق فيلمٌ عن الواقع الذي تعيشه الشخصيات والظروف التي قد لا تخدمها, عن الذكرى سواءً الجميلة أو الحزينة, لي شاندلر الذي يعاني من آلامه الداخلية, آلامه من طلاقه وحزنه من وفاة أخيه, واضطراره لرعاية إبن أخيه, مشاهد الفيلم دائماً محركه للمشاعر حوارياً كانت أو أحداث عمومية, أعين "لي" وهو في المشاهد التي يكون فيها مع إبن أخيه نستطيع الحديث عنها لأسطر بلا توقف, كتابة من أعلى طراز من السيناريست والمخرج كينيث لونرغان, طريقة مزجه بين الذكريات التي تمر على شخصية "لي" وطريقة تقديمها في المسار السردي الذي نعيشه في الفيلم عبقرية جداً, الحوارات دافئة جداً وواقعية وبعضها كوميدية جاده نوعاً ما بأسلوب جداً رائع, كوميديا واقعية وأماكن حدوثها جميل جداً تعتقد وكأن المشهد واقعي وحقيقي بنسبة 100%, كينيث لونرغان كتب واحده من أروع النصوص في السنوات العشر الأخيرة. عمل لا يصدق نصياً

روعة الفيلم أيضاً بأجواءه الإخراجية البسيطة والجميلة, كيف جعل الفيلم من ألوان السماء والثلوج والبحر ألوانٌ له, الألوان الزرقاء الفاتحه بياض الثلج جميعها كانت سحر في هذا الفيلم ونغمات الفيلم موسيقاه التي تصل لأعماق قلب المشاهد بلحنها وآهاتها الجميلة، لم تكن أشياء مكمله بل كانت شيء اساسي وساحر في هذا الفيلم، أعشق السينما المستقلة عندما تقدم محتوى نصي وإخراجي بميزانية بسيطة ولكنها رائعة لدرجة الكمال، وهذا الفيلم بالتأكيد واحدٌ من تلك الافلام

وفي الأداءات هو فيلم رائع جداً, لنبدأ في كايسي, أداء وتجسيد كايسي أفليك لشخصية "لي شاندلر" كان أداء عميق ومذهل ومتكامل, عجيب في تجسيد هذه الشخصية المعقدة, تجسيد ذهني وتحكم عجيب جداً في المشاعر نقرأ أعينه ونقرأ نبرة صوته ومشاعره بشكل لا يصدق, بحق لو لم يفز بأوسكار أفضل ممثل رئيسي هذا العام, ميشيل ويليامز في دور "راندي شاندلر" زوجة "لي" السابقة, رغم قل ظهورها ألا أنها تقدم أداء رائع بمعنى الكلمة, أداءها وشخصيتها يجعل مشاهدها أشبه بالارتجال حقيقةً قمه في التجسيد حتى في التفاصيل البسيطة كانت مذهله, في ووجها الشاحب قليلاً ولهجتها المختلفة فعلاً كانت مذهلة, و(لوكاس هيدجز) شخصية "باتريك" الإبن وأداء جميل جداً جداً في تقديم تلك المشاعر المكبوته التي في داخل شخصية "باتريك" تلك اللحظات التي يختلف مع "لي" والتي يتفقوا فيها, و(كايل شاندلر) الأب "جو شاندلر" صلابة ذلك الشخص الذي قد يتخذ قدوه لبساطته وبياض قلبه، لحظاته البسيطة مع "لي" التي وكأننا نراها في وقتنا الحالي، ولكن في سكون "جو" ومشاعر "لي" اداءات وشخصيات جداً جميلة

فيلم متكامل نصياً إخراجياً تمثيلياً، تحفة عام ٢٠١٦ برأيي