مراجعة قديمة كتبتها بعد المشاهدة الأولى

مرثية حلم. هذا الفيلم قاس للغاية في تعامله مع الأحلام. هذا فيلم ليس عن الحالمين، إنما عن حدود الحلم وثمنه. على مدار الفيلم كانت تُعرض بوسترات لبعض الممثلين، صورة للحياة المثالية وأحلام الشهرة والنجومية.. وكأن الفيلم يسخر من هذا الإستعراض بإعتباره صورة لا حياة فيها، يتهكم من كل تلك الأحلام المثالية

في النهاية تحولت ميا لبوستر بتحقيقها حلمها وأصبحت ممثلة مشهورة. يمر سباستيان بجوار البوستر وهو في طريقه لناديه الخاص، تدخل ميا مع زوجها للنادي دون علمها، وهناك يراها سباستيان بصدفة بحتة، بعدما تزوجت وأنجبت طفلة.. في المشهد الأخير الذي جمعهما معاً كانت قد أخبرته بأنها ستضل تحبه دوماً. وبالعودة لهذا المشهد، كان سباستيان و ميا يجلسان بجوار بعضهما على كرسي في حديقة غريفيث مقابل المرصد، صورة تشبه إلى حد كبير المشهد الأيقوني في فيلم وودي ألن "مانهاتن"، صورة كاملة، بوستر كامل، وتتحقق الإستعارة

بعدما يراها سباستيان يبدأ بعزف ذات المقطوعة التي كان يعزفها في الليلة التي رأته فيها للمرة الأولى، وتزامنا مع الموسيقى يبدأ الفيلم بعرض طويل للحياة المثالية التي كانت ستكون بين سباستيان و ميا، حياة جميلة وعذبة.. مونتاج عن الأشياء التي نتخلى عنها في طريقنا لنصبح ما نحن عليه، الضريبة التي ندفعها في سبيل الحصول على حلمنا.. وهنا يظهر الجزء القاسي للحلم: الفن وسيلة للحلم، والحلم غير قابل للتحقق، وهذا ما يحميه من التحول لصورة، لبوستر دون حياة. في العالم الذي نضحي فيه ببعضنا لأجل أحلامنا، يبقى الحلم المستحيل هو أجمل وأقصى متعة يمكننا الحصول عليها.. وينتهي الفيلم بنظرة بين سباستيان و ميا
It's ok.