The Wrestler

The Wrestler ★★★★

دارين ارنوفسكي هنا ب التحديد جسّد المقولة المصرية بشكل حرفي : يعمل من الفسيخ شربات 

 
عودة ميكي رورك للنجومية وللاضواء مره اخرى بعد ما كان ابعد م يكون عنها مع العبقري ارنوفسكي وتم ترشيحه للاوسكار في دوره لهذا الفيلم في افضل دور رئيسي 

المخرج هنا بالكاميرا المحمولة بيده ويتجول بها مع البطل ل سرد احداث الفيلم ول استكشاف قصة البطل وحياة الشهره المزيفه ولأمجاده الذي اصبحت باهته مهترئة لا تثير اهتمام او يتذكرها سوا قلة قليلة من من عاصروه ف الثمانينات بعدما كان احد اساطير اللعبه والكثير من المصارعين من بعده تأثروا به وباسلوبه ، الان يكابد ليصارع في حلبات صغيره ويكافح ل اجل وظيفة خارج الحلبه للقمة العيش الذي كانت سلسه ف السابق ووفيره تبدو صعبه ومذلة جداً الان 

 الان مع تقدم العمر والسن اصبح لا يصارع المنافسين فقط بل يصارع الحياه والعمر المتقدم ويصارع الفراغ العاطفي والوحده والعزلة 

هذا الفيلم هو صفعة موجعة ومنبهةة ايضاً للاهثين للشهره وكانها تقول لهم استيقظوا .. من يهتفون باسمك اليوم سيهمشونك غداً من يمجدونك اليوم لن يذكروك غداً ستبقى وحيداً فقط العائلة والسمعه الحسنه وتقديم الخير للغير هو من سيرافقك للهرم .. نظّم اولوياتك ولا تدع الاضواء تلهيك عن حياتك القصيرة او عن عائلتك ونفسك وعاطفتك ستجد نفسك وحيداً مكسوراً لن تجد من يسأل عنك في غيابك او يضعك في اهتماماته 

فيلم بسيط في قصته عظيم في معانيه ورسائله هو ايضاً بسيط في طريقة اخراجه وتصويره حيث ان الكاميرا محمولة يدوياً تتجول مع البطل مع التركيز على وجهه ل ترك المساحة ل تعابير وجهه ان تتحدث بما يعانيه جسده وقلبه وعاطفته وميكي رورك بعد عودة قوية من خلال البوابة التي صنعها له ارنوفسكي قدم دور رائع للغايه انكسارات صادقة نظرات موجعه وجهه بائس يدعي السعاده في ابتسامات مزيفه يحاول مصارعة البؤس في ملامحه كل ذلك تم تقديمه في شخصية البطل الذي اداها ميكي ب اتقان كبير جداً 

على المنظور الاخر شخصيه كاسيدي راقصة التعري الذي ايضاً استعملها الفيلم ب حرفية رائعه لخدمة رسالته وقدمتها الممثله بشكل رائع للغايه وقد رشحت للاوسكار بهذا الدور وهي انعكاس للمصارع راندي الذي يستغل جسده وقوته في تلقي الضربات والصمود امام الالم الجسدي الذي يتلقاه من المصارعه ل جني المال والمحافظة على دفع ايجار مقطورته هي ايضاً تستغل امتيازات جسدها ل تعريته وجني المال ل تربي ابنها وتطعمه .. كلاهما يصارعان الحياه ومتطلباتها كلن بطريقته وم يمتلكه 

جانب اخر مهم جداً ورائع من صراعات راندي وهي ابنته التي هجرها وهي صغيرة يريد الرجوع اليها والاعتناء ب اخر م تبقى له بعدما فقد مجده ف المصارعه وشعر ب طوافان الهرم يجتاحه .. علاقة جميلة وعلى عكس علاقته مع راقصة التعري ف ان ابنته ستيفاني لا تشكل انعكاسه وانما تشكل النقيض منه تماماً هي جميلة وذكيه ونقية هو قبيح ومهمل ومليئ ب المواد السامه ل جعله يستمر ف المصارعه .. هي تدرس في جامعة وتتعلم وتكافح للحصول على شهاده وهو يكافح من اجل لقمة عيشه المؤقته .. هي تكافح لمجدً دائم وهو يكافح لمجد مؤقت 

هذه النوعيه من الافلام التي نتمنى استمرارها لانها لا تبهر عينك بل تبهر عقلك وتستهدف عاطفتك ومنظورك للحياه تحاول جعلك تتغير من داخلك وتغير اهتماماتك ونظرتك للحياه .. ارنوفسكي لا يقدم متعه بصرية بل يقدم تجربة قاسيه للواقع في كل افلامه ويحفزك على تغيير نفسك لا من حولك .. ارنوفسكي في كل فيلم يقدمه يقول لك انهض لم يفت الاوان بعد !

Block or Report

G I V E N C H liked this review