Paths of Glory

Paths of Glory ★★★★★

“ أعتذر .. لأنني لم أصارحك تماماً ، أعتذر لأنني لم أفصح لك عن مشاعري الحقيقية ، أعتذر يا سيدي لأنني لم أخبرك من قبل بأنك عجوزٌ فاسدٌ و خبيث ؛ و لن أعتذر لك الآن و لا في أي وقت آخر قبل أن تنال جزائك في جهنم “
.
.
☆ كانت هذه آخر كلمات وجهها الكولونيل "داكس" لقائده الجنرال "جورج" بعد ان اتهمه الاخير بخبث بمطامع كاذبه نحو السلطه ..؛
و غادر "داكس" متجها إلي مكتبه و رأسه ملئ بالغضب من مدي قذارة اللعبة السياسية و السخط على كل من يدفع بالجنود الأبرياء في حروب تحطم و تحرق أرواحهم و اجسادهم في سبيل المطامع الشخصية و المجد الشخصي ليس إلا ، كل ما يدور في رأسه تجسد في جملة الأديب البريطاني "صمويل جونسون" :
"الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد !! "
☆ قاطع صوت أفكاره صوت أنثوي رقيق ناعم تشوبه صيحات و ضحكات بعض الجنود .. الصوت مصدره الحانه ، و كان لفتاه ألمانية جميلة أحضرها أحدهم كرهينه أو ما شابه للترفيه عن الجنود .. بدأت الغناء بخوف و رعشه في وسط سخريتهم من لغتها .. أغنية ألمانية بعنوان "الجندي الصغير" .. و لكن صيحاتهم و سخريتهم سرعان ما تلاشت .. و قطع صوتها صمتهم إلي أشلاء و لم يعلو سوي صوتها الذي جسد صوت الإنسانية .. فقط الإنسانية !
و بدأ صوتها العذب يعيد كل منهم إلي ذكرياته ، فمنهم من قتله اشتياقه لزوجته و أولاده ، و منهم من بكى علي شبابه المسلوب ، او الحنين لوطنه و دياره ..؛
و هنا إنبثق صدى همهمتهم و دندنتهم .. كُلٍ منهم بكلماته الخاصة ، و كأنه ينشق عن دموعهم و صوت آنين أرواحهم المعذبة
☆ يهز "داكس" برأسه بإبتسامة صغيرة لا تكاد ان تنطق بجملة واحده ..
(مازال هناك مكان للإنسانية في هذا العالم !! )
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مشهد النهاية يعد من أفضل المشاهد الختامية علي الإطلاق ؛ و لا يمكن لكلماتي أن توفي لهذا المشهد حقه بكل أبعاده الدرامية و الفنية ، و هي التي قدمها بصورة مستتره مجازية العبقري "ستانلي كيوبريك" بعمره اليافع آنذاك و في إستهلاله لمسيرته الهائلة بكل شيء !
.
.
Paths Of Glory (1957)
By : Stanley Kubrick

Block or Report