هذا الفيلم يحوي كمية قاتلة من الألم؛ ألمٌ غيرُ مفهومٍ كيف صوره كينيث لونيرجان، كيف نقله للمشاهد بمنتهى السلاسة، كيف استطاع حمله لممثليه ؟

دراما تحتمل الكثير من الحوار، من الاِنفعال، من المواجهات الدرامية، ولكن لونيرجان يرمي بكل ذلك وراء ظهره ويتعامل مع نوع آخر أكثر صعوبة ..

الألم بالعمل غير منظور؛ فهو ساكن بداخلِ الشخصيات ومتعايش معها، حقيقةً الألم هنا يتسرب من الشخصيات ليسكن إحساس المشاهد نفسه ..

فيلم بارد جداً في السطح؛ حوارات هامشية جداً، عادية جداً، ومجتزأة جداً، ولكن تحت السطح، في عمق العمل وعمق الحدث هناك نيران تشتعل ..

فيلم يرتكز على التفاصيل الحياتية اليومية، فليست قيمة العمل بما يقدمه، بل قيمته الحقيقية بما يسكت عنه ويغفله ويتركنا نتخيله ونشعر به ونلمسه .

فيلم عظيم ومِسطرة مونتاج عبقرية قدمت لنا واحد من أفضل مَشاهد 2016 على الإطلاق في الربع ساعة العاصفة التي في المنتصف ..

هذا فيلم مسّني بقوة وأثّر فيّ؛ أظن أنه يطول الحديث عنه وعن مشاعري تجاهه، و عن بعض مَشاهده التي أظن أنها من أجمل ما شاهدت في هذه السنة ..

لونيرجان هنا يقدم نصاً شديد الحميمية يدور ببساطة شديدة وبشكل مُكثف للغاية حول مانشستر و أمواج بحرها الهادئة وعن ذلك الرجل لي تشاندلر ..
لا يحاول أن يجد حلولاً للفجيعة التي حطمت قلبه، لا؛ هو فقط يعرضها عليك، يريدك أن تعيش مأساته وحزنه، لإنه في الحياة الحقيقية ليس هناك مفر ..

هذا الفيلم هو واحد من تلك الأفلام التي لن تتركك بخير، يُعلّمك أن الألم الخفي مؤلم أكثر من الظاهر؛ عمل عظيم وسيقى في الذاكرة ..