حسن’s review published on Letterboxd:
قبل حوالي عام ، عُرض فيلم مانشستر باي ذا سي "المستقل" بمهرجان ساندانس السينمائي و كان حديث الوسط الفني حينها حيث خطف الأنظار و نال إشادة واسعة من المتابعين و النقاد: البعض منحه علامة كاملة ، و البعض الآخر سماه بتحفة فنية معاصرة. و بطبيعة الحال جذب إهتمامي مباشرة و صار من أهم الأفلام التي أنتظرها لسنة 2016 . مر الوقت و صدر الفيلم بقاعات السينما و المراجعات التي ظهرت ما هي إلا تأييد و تأكيد على آراء النقاد بمهرجان ساندانس. و بعد مرور المزيد من الأشهر صدر الفيلم على النت و تمكنت من مشاهدته، و بالفعل كان يستحق كل تلك المدة التي إنتظرتها من أجله و سأطرح رأيي عنه بالفقرات القادمة. أولاً تدور أحداث هذا الفيلم عن رجل يُدعى لي يتم تكليفه لرعاية إبن أخيه بعد وفاة أخيه المأساوي و من هنا تبدأ الأحداث.
بالبداية و قبل أي شيء، أود تسجيل إعجابي الشديد بنص الفيلم، قصة درامية عظيمة تم سردها بشكل رائع . يعتمد على أسلوب البناء البطيء فيأخذ كل وقته بطرح الأحداث ليصل إلى نقطة ذروة يكشف فيها بطاقاته التي خبأها سابقاً بالفيلم، بالإضافة إلى أنه قدم لنا شخصيات تعاطفنا معها بشكل عام مثل جوي و باتريك، و بشكل خاص طبعاً أتكلم عن لي. و هذا ما يدفعني إلى الحديث عن طريقة تقمص كايسي أفليك لهذه الشخصية الفريدة من نوعها، بدون شك كايسي أداءه قوي جداً، بسبب توجيهات من نص الفيلم إستطاع توصيل مشاعيره و أحاسيسه بتعابير وجهه أكثر من الحوارات. كما يقول المثل: "لغة العيون أبلغ من الكلام" .. لما تناظر أعين كايسي بأغلب اللحظات، فستشاهد حتماً الحزن و المعاناة و كأنه هو فعلاً لي الذي مر بكل تلك الصعاب، أعتبره أفضل أداء رجالي مع أني لم أشاهد باقي الأفلام، إلا أنه صعب تجاوز هذا الأداء. ميشيل ويليامز هي الأأخرى كان حضورها قوي رغم بساطة دورها و مدة الظهور، ممثلة محترفة و أوفت حق شخصيتها بكل إقتدار
الإخراج كان من نصيب كينيث لونرغان و الذي يُعتبر بنفس الوقت كاتب الفيلم ، مخرج جد محترم و له أعمال سابقة رائعة، يبدو أنه أخيراً وجد تُحفته التي سيذكره بها الناس! طريقة سرده للقصة جميلة حيث يتلاعب بالزمن بالوراء لأكثر من مرة لتوضيح أسباب وصول بطل الفيلم و عدة شخصيات للحالة التي هم عليها الآن. كما أنه أجاد توجيه ممثليه فرأينا كايسي أفليك يبدع عل غير العادة و ميشيل ويليامز رغم ظهورها القليل إلا أنها أخذت الأضواء بأكثر من مشهد. كل هذه النقاط تاكد أن رؤيته للنص كانت أكثر من سديدة و النتيجة كانت هذا الفيلم العظيم
مانشستر باي ذا سي من أحد أفضل أفلام 2016، و أعتقد أنه قريبا سيتم تصنيفه من أهم أفلام الألفية الحديثة. يُنصح بالمشاهدة مراراً و تكراراً