تركي’s review published on Letterboxd:
بكل بساطة، أراد المخرج الكبير (كوبريك) أن يسحبك إلى حالة من التنويم المغناطيسي في رحلة مؤرقة من الضياع بين الواقع والحلم، ممتلئة بالعذاب النفسي والخيالات الغريبة. بلا أدنى شك، الفيلم يقدم رؤية خاصة عن الحب والطبيعة الجنسية وأخرى ثاقبة عن الإنفصال العاطفي بين الزوج وزوجته، عن العلاقات بشكل عام، وعن الرغبة الإنسانية في أعقد صورها. (كوبريك) يعطيك هذه الأفكار الجريئة من خلال صناعة مشاهد متكاملة موسيقياً وتصويرياً وأجواء منومة وكأنه يريد أن يصل للأراضي المحرمة من عقلك اللاواعي.
الفلم يحكي قصة زوجين (توم كروز: ويليام) و (نيكول كيدمان: أليس) .. على السطح تجد حياتهم مثالية، زوجين جميلين، أجواء الكريسماس الدافئة، حفلات راقية، ، مهنة مرموقة، بدلات أنيقة، كلام مهذب .. الخ. ولكن سرعان ما تتبخر كل هذه المظاهر بفضل اعتراف سري تقوم به (أليس) لزوجها .. لتبدأ سلسلة من الأحداث المتتابعة والتي يقوم من خلالها (كوبريك) بإظهار الرغبة الجنسية بطريقة غريبة ومزعجة.
طريقة (كوبريك) هنا تأخذنا في رحلة من منظور شخصيتنا الرئيسية (ويليام) وكيف يبدأ بإستكشاف رغباته الدفينة -المخيفة له ولنا- تجاه الجنس الآخر (الإناث). هذا الإستكشاف كان الثمن الذي دفعته زوجته عندما قامت بالإعتراف والذي -حتى هو- لايقل غرابة عن كل شيء.
حالتنا الرئيسية مع هذه الرحلة الإستكشافية هي ضبابية الخط الفاصل بين الواقع والحلم، فالفلم هنا يضع المُتابع وسط مسرح من الصور المُخدرة، يتنقل به بدون ما يشعر بين مستويات عدة من الرغبات الجنسية بطريقة غاية في الإتقان. كل مستوى من المستويات هذه تجد فيها نوع معين من الفتيات يمثلن نوع معين من العلاقات بالنسبة ل (وليام) .. فمثلاً: الزوجة/فتاتي الحفلة/الخائنة/فتاة الهوى/المراهقة/المُقنعة …الخ).
شخصية الزوجين معقدة وصعب تلاقي نفسك فيهم، فعلياً ما حسيت لهم وجود حي وهذا شيء متوقع بسبب البعد النفسي الي يناقشه (كوبريك) وكأي شيء له علاقة بالتحليل النفسي، تصبح الأمور مضللة آكثر.
أيضاً، لايبني الفلم قصة محبوكة بسبب أن الهدف هنا هو فتح نافذة تجاه ميدان واسع من النظريات الكثيرة والتفسيرات المحتملة بشأن أسئلة كثيرة تتعلق بالطبيعة الجنسية والرغبة الإنسانية. يعني بشكل عام، أحس إني خرجت بأسئلة كثيرة بلا إجابة (يمكن هذه نية الفلم ويمكن لأ بحيث إني أحتاج أشوفه مرة ثانية) ولكن عموماً الفلم يعتبر من آخر روائع (كوبريك) قبل لا يودع العالم ويرحل.